January 27, 2007

الحكام...مجزرة بلا مقبرة





في ذلك الشارع المظلم .........هناك مقبرة لإحدى المجازر ......من فيها ليسوا ضحايا بل إنهم ماتوا ليتركوا الضحايا

تتساقط خلفهم ، قتلوا أنفسهم بخنجر اشتروه بعملة الجيوش ، أما تلك المدينة فباعوها ببضع قروش والنتيجة........أن تصبح العروش ليست للعدو بل غدت في كتب النفاق عنواناً للأخوة!!!!.
لم يبقى عليهم إلا أن يسجلوا أنفسهم في عداد الأموات العربية لكن هل توجد صفحات لنعي أناسٍ بلا أهمية ، وهل يحتاج كل منا إلى سطور تاريخية لتذكرنا بهوياتهم الأبدية ، وهل رقابنا قصيرة فلا نستطيع أن نرى من فوقنا لنلتقط له صورة ونضعها على جدران تلك القبور العرهودية ...لماذا نصر على أن من في القبور هم من أصول قريشية وجدهم من عائلة هاشمية وننسى جميعاً تلك النظرية بأن صراخ من في القبور لا يمكن أن يعلو على همسات من فوقها .............يا للمسرحية الهزلية!!!.
من تحت التراب لم يغادر زمن الفراعنة فتجده يجمع أمواله وذهبه ويصطحبها معه إلى قبره ليجلس وينتظر حلماً بحياة ثانية لن يفعل فيها أكثر مما فعل في الحياة الأولى ...أما نحن فمصابون بمرض العصور الوسطى وهناك في البعيد فهم يفضلون مرض روما.........هذه هي الأدوار ، لكن ها هو من جاء ليقسم أدوار المسرحية من جديد . جاء من عتمة التابوت وأصر على أن يعيش ولا يموت وبصرخة أم وحسرة أب جعل الشهادة ليومه قوت. ربما هو ليس كبيراً ليكون عاقلاً يجلس بعيداً ويشاهد ما يجري بحكمة....اعذروه فهو لا يملك إلا كتب الفطرة، لم يسمع يوماً عن دموع الفرح لكن يدرك جيداً أن دموع أباه ليست هي تلك الدموع ، لا يعلم أن الطفل لا يستطيع سماع صرخة أمه عندما تلده لكنه يذكر جيداً صرخة المدفع الذي ولد عليها ، لم يتعلم في المدرسة الكثير لكنه على الأقل يعلم أن الوقوف على القبور حرام ويتساءل هل الذين يسيرون على قبور أصحاب تلك المجزرة لم يتعلموا ذلك؟؟ هل قرؤوا في الكتب أن التظاهر ورفع الشعارات والأصوات بالمدح أو الشتم يعيد الأموات ويخرجهم من قبورهم ؟؟ هو ولأنه الأصغر يعرف الأجوبة ولذلك يفضل أن يبتعد عن تلك القبور ويحفر غيرها لأعدائه..
صدقوني إن لم نكف نحن أيضاً عن زيارة تلك القبور واستمرينا بتحميل الحجارة مصائبنا فإنها لن تنكسر ونحن لن ننتصر وسنرى أنفسنا في طبق الطعام يحملنا أولئك الأموات ويضعوننا على طاولة المفاوضات عندما يهمس أسياد العالم ويقولون : ماذا سنأكل اليوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟