February 24, 2007

إذا اردتم الإطلاع.....وصيتي


ملاحظة: لا تفتح إلا بوجود عاقل

اليوم أسير بعيداً خارج البيت وأغلق الباب ورائي، أذهب وحيداً وأترككم في ذلك المكان ، أترك لكم ذكرياتي وأضع بين أيديكم كلماتي ، أهديكم لحظات حياتي وأجمل ما أملك من حاجاتي.
أضع أمامي كل أملاكي ... ليست كثيرة لكنها بالنسبة لي ثمينة ... على المكتب ستجدون قلمي ، ارسموا به صورة الطعام لطفلٍ جائع ثم بيعوا المكتب لتشتروا ما رسمتموه له. بالقرب من المصباح ستجدون كتاب حاولوا أن تقرؤوه بعد أن تضيئوا ذلك المصباح فكثيراً ما قرأته والمصباح مطفأ فلم أفهم شيء ... في الحقيبة ذكريات مدرسية لا أذكر أنني اطلعت عليها كثيراً لذلك قدموها لإنسانٍ تمنى أن يحمل تلك الحقيبة ويضع فيها كل تلك الذكريات ، أما الآن انظروا إلى زاوية أخرى من الغرفة ستجدون كثيراً من الملابس إنها لي لكنها لاتهمني كثيراً فلطالما أخفت تلك القطع السطحية نفوساً مختلفة ... إنها الآن لكم فلا تجعلوا أنفسكم أشكالاً متشابهة بمجرد ارتدائها ، ولا تجعلوا تلك الملابس تنسيكم ذلك الصندوق العلوي ... لا تقربوا منه فقط أعطوه لصديقي وقولوا له إن هذا الصندوق المقفل أكثر الأشياء التي تذكرني بك.
مجرد ذكريات هكذا أصبح كل شيء الآن حتى السرير سيتحول إلى ذكرى بمجرد أن تلقوه بذلك الشارع لعل أحد أولئك المتشردين يجده منقذاً له من شبح الخوف . خوف لم أشعر به يوماً بين كل تلك الأشياء باستثناء تلك اللوحة الحمراء فإن لونها دائماً يذكرني بنار الحروب لذلك أرسلوها إلى أقرب حرب لعلها تحترق مع نارها.
ربما هذه الأشياء أهم ما أملك أما الباقي فهم مجرد أموال وذهب ... لا أعرف لماذا احتفظت بها ... إن أردتم ارموها أو خذوها ولكن احذروا أن تقتلوا بعضكم بسببها فيوم تكونون مكاني لن تجدونها حولكم .
اعذروني نسيت أن أوصيكم بأهم شيء ... هناك ممحاة قرب هذه الوصية. امسحوا بها كل حروفي بعد أن تنتهوا من القراءة وكتبوا غيرها إن كانت لا تعجبكم وتذكروا أنكم ستسألون يوماً عما فعلتموه

February 7, 2007

بين من المعركة الآن؟؟؟


رفعَ بالحق صوتَه ونسيَ أمر موتَه ...... أصر على أن يكون رجلاً في زمن ٍ يحكمه طفلاً!
واستمرت قصة ُ قضية أصْدِرَ الحكم َ بها قبل أن يُعَيَنَ القاضي ، وأحضِرَتْ فيها الشهود قبلَ أن يُؤتى بالمتهم ....
كانت كأفلام هوليود ، فيها كثيرٌ من الخدع المخفية ومليئة بإثارة مرئية تتوالى فيها الأحداث ويتساقط بها الممثلون، والبطل يبقى حتى النهاية ان كان أميركياً وإلا فإن عليه أن يُقْتَلْ ....وقُتِلَ بطل القضية بأسلوب فنيٍّ أيضاً ! اغتيال ٌ لكن ببعض تحسيناتٍ على أسلوب إعدام فيكون هذا جزاء صدام في نهاية تلك الأفلام .
أما الآن جاء وقت العرض ، كان المكان الأفضل السينما العربية والتوقيت هو العيد فدور العرض تكون ممتلئة .......وهكذا جاءت مفاجأة العيد ، إن لم تكن سارة فيكفي أنها قُدِمَتْ إلينا من بناة تمثال الحرية ولذلك علينا أن نقبلها ، وإن أخطؤوا علينا أن نسامحهم لأننا أصحاب قلوبٍ كبيرة اتسعت لملايين الإهانات أفلا تتسع لمثل هذه المفاجأة الصغيرة ؟؟ إهانة... مفاجأة ....صدمة... كلها كلمات انتقلت في أزقة الشوارع العربية المليئة بالمطبات والحفر ، اختلفت الردود وتباينت حدتها فمنهم من ثرثر كثيراً ومنهم من صرخ ، ومنهم من انتفض متظاهراً ، ومنهم من اعتصم رافعاً صور الرجل الراحل ، ومنهم من سكت قائلاً لنفسه ( ثرثرت ِ في حرب لبنان ، واعتصمت ِ لغزو أفغانستان ، وتظاهرت ِ لفلسطين والجولان ، وصرخت ِ لموت الشيشان ، فاسكت ِ الآن فقد كان ما كان وهان ما هان ...يا للمصيبة!) ، بالفعل أصبح الصمت أفضل ما نستطيع فعله منتظرين خنجراً آخر، وسواء أتى أن لم يأتي فسنبقى منتظرين إلى أن يأتي شخصٌ آخر مثل ذلك الراحل يسترجع لنا أحلامنا ويكون هو فارسها ......فارسٌ عاش حياته رئيساً ، لكنه أصر على أن يموت رجلاً فقط تاركاً وراؤه ساحات بابل وبغداد تعج بأرواح القتلى وتفيض بها الدماء على سكانها ، ويهرب منها طيورها آخذين معهم أسرار العاصمة الخضراء ....هكذا كانت أما الآن فهي حمراء مشتعلة بحربٍ عجيبة كان أطرافها رئيساً قد مات ورئيساً آخر قد انهزم ..... فبين من أصبحت هذه المعركة؟؟

February 3, 2007

وقتلنا الرئيس......شكراً سيدي


عندما تتحول الدماء التي هوجِم من أجلها إلى سلاح يُدافَعُ بها عنه

عندما تصبح الكرامة التي طالما اتُهم بهدرها غايةً يسعى لنيلها

عندما تتحول الأصوات التي تعالت ضده إلى هتافات ترفع اسمه

عندما تصبح النار التي أشعلت حوله رماداً يُدْْفَنُ أعداؤه بها

عندها لا بد من صفحات التاريخ أن تنتظر وعلى القلم أن يكتب في سطر جديد....... كيف تحول حبل الإعدام إلى طوق النجاة ، وكيف يغدو موت الإنسان حياة تتعالى على حياته

هي لحظات أو ربما بضع ساعات أصبح فيها العرش كرسي اتهام والقصر منصة إعدام ، فامتلأت السطور بعلامات الاستفهام

هل هذه النهاية لتلك البداية ؟ فالبداية لهذا الرئيس هي نفسها بداية أقرانه ! دماءٌ لشعبه وماءٌ لعدوه ، لأسياده جار ولأمته كالنار ، معهم يشرب القهوة فتؤخذ حقوقنا عنوة ، الاختلاف هو أنه كان قائد ، ليس القائد المثال لكن في زماننا يكفي أن يكون للرئيس كلمة وصوت حتى يكون قائد ، وهو تعلم نطق تلك الكلمة وعرف كيف يعلو ذلك الصوت ، كان حجراً من أحجار لعبة الشطرنج وكل الأحجار للاعب عالمي واحد يدرك أسرار اللعبة.
فجأة يصل الجندي إلى الملك ..... تضطرب اللعبة ويظهر كل ما في الجعبة ...... تقترب الجنود ويسهر الباقي على الحدود ، إذاً هي لعنة الملك لجندي كان قد هلِك .... لم يكن ذلك من وحيٌ من ملَك لكن الماء حياة السَمك ، لأجل تلك الحياة النقية عاد ذلك الرجل رئيساً وأصبح ذلك القائد مثال ووجد العرب أخيراً في هذا القرن حاكماً ينادون بحياته ويفتخرون بصوره حتى ولو كانت هذه الصور تزين يديه.
أعجبنا به لكن غيرنا لم يُعْجَبْ .. رؤسائنا ....أقصد رؤساء العار لم يرضيهم أن نحلم بغير كوابيسهم ، أرادوا القضاء عليه فوجدوا من يقوم بتلك المهمة بصورة أفضل منهم وبكثير من الصراخ وأطنان من الدماء تحولت الحدائق المعلقة إلى حلم في السماء ، وتحولت معها عاصمة الإسلام إلى خبر في الإعلام يقرؤه سيد الكلام ومخرج روايات السلام التي لا نراها إلا في الأفلام ....إنه سيدي أمريكي الأحلام!!13