June 13, 2007

أصابع الحب المحروقة




كنت جالساً أسجل كلماتها في ذاكرة عقلي ... أرسم من عيونها نافذة لمستقبلي... أطرب بنغمات صوتها التي ما زالت عالقةً في أذني... إلى أن جاء ذلك الرنين المزعج ليقطع تلك النغمات ويحولها إلى جمود الآلات ، عندما رددت كان الصوت أكثر إزعاجاً ... إنه صاحب البيت الذي سأشتريه يريد مني الإسراع في الدفع ، أغلقت الهاتف وماهي إلا لحظات حتى سمعتُ ذلك الصوت من جديد ، لكن هذه المرة كان الصوت أشبه بقطرات ماءٍ عذبة تدفقت لتسقي إنسانٌ عطش ... إنه صوتها لكن لم تدعْ لي الكثير من الوقت لأقرأ لها قصيدتي التي رسمت تفاصيلها من وحي جمالها . قالت لي : أنا الآن في عجلة لكن أريدك لأمرٍ هامٍ بعد ساعة في المكان الذي نلتقي به دائماً ... وداعاً.
أغلقتُ الهاتف ولم أهتم كثيراً لما قالت فمهما كانت أهمية الموضوع فلن تتجاوز رقتها وبساطتها . بعد لحظات قليلة ذهبتُ لأجهزَ نفسي وأسابقُ تلك الدقائق البطيئة حتى لا أتخر على ذلك الوجه المليء بمعادلات سحرٍ عجزن عن حل مجاهيلها ... خرجتُ من البيت وذهبتُ إلى المكان الذي احتضن الكثير من ذكرياتنا بما فيها من صفحاتٍ سعيدة وسطورٍ لمشاجراتٍ صبيانية ، انتظرتُ بضع دقائق ككل مرة إلى أن جاءت بخطواتها السريعة على غير العادة وبلون وجهٍ طغى على حمرة وجنتيها . جلَسَتْ واعتذَرَتْ على التأخير ... لسانها لم يستطع التعبير ... وكلماتها احتاجت لتحرير.
جاءت بحروفٍ لم تستطع إطلاقها لكن العيون لا تقدر على إخفائها،

قلتُ لها : ما بكِ؟
لم يكن السؤال صعب
ولكن الجواب كان أصعب مما تخيلت

اخترقتني نظراتها بحزم ... لملمت كلماتها العزم ... استخدمَتْ صيغة الجزم

وقالت : لا تسأل وليكن اليوم آخر لقاءٍ لنا ... لن تراني بعد اليوم ولا تلقي علي اللوم... لقد اخترت وهذا ما قررت

قلتُ لها : وقصتنا
ردَتْ : غداً سأسافر وأترك لك قصتنا على صفحات الدفاتر.... لن أقرأها ولا تحاول أنت كتابتها من جديد
سادت لحظات صمتٍ... خوفٍ ... وترقب ، ثم رأيتها تقفُ محاولة إقناعي بأنها قوية وأن دموعي بلا أهمية... تمشي مبتعدة بخطوات ٍ مترددة تلتفت إلي

وتقول : إن الإنسان يبتعد أحياناً ليقترب أكثر

لم أفهم لماذا قالت ذلك ؟ كيف استطاعت أن تكون تلك النسمة الرقيقة رياحاً قوية تهاجمني وتسلبني كل ما أملك ؟ ذَهبتْ ولم أراها بعد تلك الجملة الأخيرة ... جلست أفكر ساعات ٍ وأيام ٍ وسنين ... أراجع الأحداث ... أقرأ البداية والنهاية ... أبحث بما وراء التفاصيل ... أحاول أن أجد الخطأ من دون جدوى إلى أن جاء ذلك اليوم بعد خمس سنوات
قرع الجرس ليكسر هدوء المأساة ، فتحت الباب متأملاً أن أجدها عائدة ً من سفر ٍ قد طال ، لكن ما في البال لم يكن هو الحال . لم أجد إلا رسالة ومغلف قديم ، أيقنت في تلك اللحظة أنني سأجد الحل لذلك اللغز ، نظرت إلى المغلف فرأيت جملة تقول ( اقرأ الرسالة أولاً ) فتحت تلك الرسالة

وبدأت بالقراءة وكان فيها :( عندما تصِلك هذه الرسالة فاعلم أنني قد رحلت ُ عن هذه الدنيا ... تذكر كلماتي التي قلتها لك في لقائنا الأخير لقد كان السبب فيها هو هذا المغلف .... أتذكر عندما ذهبنا لإجراء ذلك الفحص التقليدي لم يكن بالنسبة لقصتنا عادي ... اكتشفت ُ أنني بالإيدز مصابة .... لم أعرف كيف وصل إلي ولكن كان المهم أن لا أوصله اليك ... لم أرد أن تعرف في ذلك الوقت حتى لا تضحي من أجل لاشيء ... أنا الآن راحلة ولكن تذكر إن الإنسان يبتعد أحياناً ليقترب أكثر.)انتهى
انتهتْ الرسالة وابتدأت الدموع ... لقد اكتشفَتْ أنها مريضة ولم تفكر إلا بسعادتي ، لكنها نسيَت ْ أن تنظر إلى نتيجة فحصي ... لو نظرَت ْ لعرَفَت ْ كم كنت ُ أنانياً ... لو سألت ْ لعلِمَت ْ أنني مصاب ٌ بالتلاسيميا ... أنا لم أكن شجاعاً ... احتفَظتُ بالأمر لنفسي كي لايغيقَ زواجنا ... ظننتُ أنه ليس مهماً أما هي نسِيَت نفسها وفضلت الإبتعاد مع تلك اللحظات لتكتب سطور قصةٍ لم تسجل في أساطير الحب ... قصة مجرم أناني قتل الحروف الأولى وزهرة نرجس تساقطت أوراقها على تلك الحروف ليُغلِقَ رحيلها الستار وتسقط ُ كلمة

النهاية
.............

May 19, 2007

أجراس العودة فلتقرع

ملأت ذكرى النكبة 59 رائحة المكان لتذكرني بقصة إنسان لم أضعه يوما في ذاكرة النسيان

من هول الذكرى ... قلمي لم يستطع خط المشاعر ... وتلك المشاعر لم تستطع الخروج ... لكن ها هو أحدهم استطاع أن يوصل هذه الحروف إلي وهو تحت التراب ....إنه نزار قباني ... تناسيت كل شعره ولخصته في سطورٍ كتبها لتلك الملكة (فلسطين) ... وعندما يكون الكلام عنها ... سأعشقه من أجل عينيها
لن تجعلوا من شعبِنا شعبَ هُنودٍ حُمرْ

فهذه بلادُنا فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ

فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ

وإن سحقتُمْ وردةً فسوفَ يبقى العطرْ

المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ

نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ

سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ


يا آلَ إسرائيلَ ..لا يأخذْكُمُ الغرورْ

عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ لا بُدَّ أن تدورْ

إنتظرونا دائماً .. في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ
نساؤنا يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ ...على دمع الشجَرْ

يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ

نساؤنا .. يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرض القَمَرْ ... نزار قباني


************
أحاولُ رسْمَ بلادٍ

تنامُ حمائمُها فوق رأسي

وتبكي مآذنُها في عيوني
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني

ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني

أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟

أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي

وأسبحَ ضد مياه الزمنْ

أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ

أنا منذ خمسينَ عاما

أراقبُ حال العربْ

وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ

وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ


أنا منذ خمسينَ عاما

أحاولُ رسمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ

رسمتُ بلون الشرايينِ حيناوحينا رسمت بلون الغضبْ

أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ

نتابع أحداثهُ في المساء

فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟


أنا...بعْدَ خمسين عاما

أحاول تسجيل ما قد رأيتْ

رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ

ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ ........نزار قباني

************

متهمون نحن بالارهاب

اذا رفضنا موتنا ...بجرافات اسرائيل

تنكش فى ترابنا ...تنكش فى تاريخنا

تنكش فى قرآننا... تنكش فى انجيلنا

تنكش فى تراب أنبيائنا

ان كان هذا ذنبنا...ما أجمل الارهاب

متهمون نحن بالارهاب

ان نحن دافعنا عن الارض

وعن كرامة التراب

اذا حمينا آخر النخيل فى صحرائنا ...وآخر النجوم فى سمائنا

وآخر الحروف فى اسمآئنا ...وآخر الحليب فى أثداء أمهاتنا

ان كان هذا ذنبنا فما اروع الارهاب
لم يعد فى فمنا أسنان ...فهل تحولنا الى شعب من العميان والخرسان؟؟
أنا مع الارهاب

بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن انياب

أنا مع الارهاب

ما دام هذا العالم الجديد قد صنفنا من فئة الذئاب

أنا مع الارهاب

مادام هذا العالم الجديد يريد ذبح أطفالي ويرميهم للكلاب

من أجل هذا كله

أرفع صوتي عاليا

أنا مع الارهاب

أنا مع الارهاب

أنا مع الارها ب.........نزار قباني

May 16, 2007

إليك يا صهيون



إليك يا صهيون

أنت لا تعرف من ظل الدماء من نكون

ولم تسمع يوماً عن أحرارٍ داخل سجون


أنت يا صهيون

تتمنى أن لا ترى الكفون

وأطفالنا تقتلع الشهادة أينما تكون


ستعلم بعد كذبة الحقيقة ياصهيون

أنك خرجت من غلطة القرون

أما نحن فولدنا مع دموع تلك العيون


أسألك يا طفلاً في صورة صهيون

لماذا إلى رجالٍ عند المخاضِ يتحول البنون

وهل هذا هدفٌ لآلتكم الحنون


أسألك يامن تدعي العقل لا الجنون

أين الحكمة من هستيريا تحرق الجفون

أم أنها مجرد تصفية للديون


أسألك أنت ... لا لن أسألك يا صهيون

فبلاد العرب لم تجب فهل سيجب ابن كلبون



الإجابة إن لم تسطر في تلك السنون

فستجدها في هوى أسوار المدينة الحصون

تلك الشقراء ليلى وقيسٌ لها تسعون

حتى عنترة مزق شعر وكل الفنون

وبسيفه قال إنه بتلك الجميلة مفتون

فهل دموع معشوقتي يعقل أن تهون

أم أنك سمعت ياصهيون

أننا لرسائل حبنا بائعون



اقرأ النص جيداً ومعك آخرون

احذر ولا تقل إننا لكلماته مدركون

فنحن في زمنٍ يقرؤ النص وينسى المضمون

March 9, 2007

سبحان الله





















هذه الصور لأجنة صغيرة



إنها رائعة ومن أجمل الصور التي رأيتها



فيها شيء ساحر من عظمة الله



فسبحان الله



تأملوا هذه الصور لتتذكروا عظمة الخالق وقدرته



سبحان الله






اعرب يا بني....فلسطين


بين بحور النحو والإعراب
هلت مشاعر اغتراب
في نفسي سكنت عواصف ارتياب

منعت دمي من الانسياب
هل لأحلامي رسم اقتراب
يغير لفلسطين الإعراب
************
يا بني اعرب فلسطين
وإياك سماع التلقين
لكن لم أعرب منذ سنين
لقد نسيت فلسطين
ولم أسمعها منذ ذلك الحين
لا تكذب أيها المسكين
أعرب الآن فلسطين
انها
انها مدينة الشوق والحنين
صاحبة ذلك القلب الحصين
أم هذا الجنين
وصديقة أولئك البنين
لبؤة ذلك العرين
وصدى صوت الرنين
انها دمعة كل سجين
لهذا الشهيد قرين
ولذلك العدو كمين
عدوُ لا يعرف اللطف واللين
وبالشر جسمه سمين
إذاً ناده أيها اللعين

************


هذا ممنوع

فلسطين إما منصوب أو مرفوع

عفواً نسيت الموضوع

فلسطين فاعل مبيوع

علامته تلك الربوع

وعليه أطنان الدموع

إنها فعل مقموع

محذوف في عطلة الأسبوع

ليصبح بكاءً مسموع

************

يا بني هذه ليست قواعد

إنها صفحات جرائد

لن تأخذ منها الفوائد

يا بني اسمعني

لا تكن كثير الأحزان

تعزف كئيب الأحزان

لكن

لست أنا بعازف تلك الألحان

كنت مجرد إنسان

ارسم قصة الأمان

وأشعر بدفء الأقران

أما الآن أقلب الأشجان

فأجد وحشُ وأسنان

التهم كل الألوان

لكن نسي ذلك الجبان

أن لمخيلتي عنان يجلب من وطني الحنان

************

March 2, 2007

لحظات وداع نسجتها الدموع



عندما كنت طفلاً ...كنت أرى الطيور وهي تهاجر وأتساءل إلى أين تهاجر هذه الطيور ؟؟ ولماذا أرى بريق حزن وحنين غامض يضيء أعينهم ؟؟ كنت أحسدهم وأتمنى أن أملك جناحين مثلهم لأحصل على الحرية والانطلاق وأستكشف العالم من غير قيود.
والآن هاهي لحظات الوداع تدق بابي فأفتح لها وأطير مبتعداً كما أردت...وعيون الأمس تراقبني والآتي ينادي ضياء المستقبل ، يقول لي : ( هل بينك وبين الحزن عشق؟) لكن يا ترى من منا يعشق الآخر ؟؟ أنا أم الحزن!1 هل أنا بالفعل أهوى الحزن وأعشق البكاء على الأطلال؟؟ أم أنني أعشق الحرية والوطن وأتجاهل المستقبل لأحاور أهداب الماضي!! لكن الغد يأتي مسرعاً ويرفع صوته قائلاً:
يا فارس غربته لا ترحل........ تعال هنا وترجل......... والبعد عنه لا تقبل
كنت أنظر إلى البحيرات المالحة التي تغطي وجنتي أمي وأقول في نفسي ( يا لهذه الدنيا فيها أشياء كثيرة تسقي غابات الحزن في داخلنا ، وتزرع الألم في أعماقنا ، وتتحول بمرور الوقت إلى أشباح متعطشة للفرح)
بدأت أمشي مبتعداً أتساءل ( هل للحلم أن يولد وسط نهار الصدمة ، ويسبح طوال الوقت لشواطئ الليل المتعفن !! هل نستطيع أن نرسم دوائر الفرح بدخان أحزاننا ! هل علينا أن نبحث في ظلمة الأيام عن فرحة تزيد قوتنا ، فرحة تجنبنا ألم الوقوع على رؤوسنا وتحلي مرارة الضعف ! هل للحلم أن يرحل ونراه منعكساً على مرآة واقع الوطن بأنهاره وجباله وبريق عيون من أحبوه بصدق.
لقد امتلأت حقيبة قلبي بكل تلك المشاعر في لحظات قليلة غيرت كل اتجاهاتي وأفكاري فرأيت الوطن فوق السحاب بصورة ورقة بيضاء مساحتها رقعة كبيرة تمتد من القلب إلى القلب تعودت أن أخط في طرف الورقة بعضاً من الخرابيش ، لكن حلمي الآن أن أجد لقلمي مكاناً لأضع نقاطا ًمن الحبر فوق هذا البياض.

February 24, 2007

إذا اردتم الإطلاع.....وصيتي


ملاحظة: لا تفتح إلا بوجود عاقل

اليوم أسير بعيداً خارج البيت وأغلق الباب ورائي، أذهب وحيداً وأترككم في ذلك المكان ، أترك لكم ذكرياتي وأضع بين أيديكم كلماتي ، أهديكم لحظات حياتي وأجمل ما أملك من حاجاتي.
أضع أمامي كل أملاكي ... ليست كثيرة لكنها بالنسبة لي ثمينة ... على المكتب ستجدون قلمي ، ارسموا به صورة الطعام لطفلٍ جائع ثم بيعوا المكتب لتشتروا ما رسمتموه له. بالقرب من المصباح ستجدون كتاب حاولوا أن تقرؤوه بعد أن تضيئوا ذلك المصباح فكثيراً ما قرأته والمصباح مطفأ فلم أفهم شيء ... في الحقيبة ذكريات مدرسية لا أذكر أنني اطلعت عليها كثيراً لذلك قدموها لإنسانٍ تمنى أن يحمل تلك الحقيبة ويضع فيها كل تلك الذكريات ، أما الآن انظروا إلى زاوية أخرى من الغرفة ستجدون كثيراً من الملابس إنها لي لكنها لاتهمني كثيراً فلطالما أخفت تلك القطع السطحية نفوساً مختلفة ... إنها الآن لكم فلا تجعلوا أنفسكم أشكالاً متشابهة بمجرد ارتدائها ، ولا تجعلوا تلك الملابس تنسيكم ذلك الصندوق العلوي ... لا تقربوا منه فقط أعطوه لصديقي وقولوا له إن هذا الصندوق المقفل أكثر الأشياء التي تذكرني بك.
مجرد ذكريات هكذا أصبح كل شيء الآن حتى السرير سيتحول إلى ذكرى بمجرد أن تلقوه بذلك الشارع لعل أحد أولئك المتشردين يجده منقذاً له من شبح الخوف . خوف لم أشعر به يوماً بين كل تلك الأشياء باستثناء تلك اللوحة الحمراء فإن لونها دائماً يذكرني بنار الحروب لذلك أرسلوها إلى أقرب حرب لعلها تحترق مع نارها.
ربما هذه الأشياء أهم ما أملك أما الباقي فهم مجرد أموال وذهب ... لا أعرف لماذا احتفظت بها ... إن أردتم ارموها أو خذوها ولكن احذروا أن تقتلوا بعضكم بسببها فيوم تكونون مكاني لن تجدونها حولكم .
اعذروني نسيت أن أوصيكم بأهم شيء ... هناك ممحاة قرب هذه الوصية. امسحوا بها كل حروفي بعد أن تنتهوا من القراءة وكتبوا غيرها إن كانت لا تعجبكم وتذكروا أنكم ستسألون يوماً عما فعلتموه

February 7, 2007

بين من المعركة الآن؟؟؟


رفعَ بالحق صوتَه ونسيَ أمر موتَه ...... أصر على أن يكون رجلاً في زمن ٍ يحكمه طفلاً!
واستمرت قصة ُ قضية أصْدِرَ الحكم َ بها قبل أن يُعَيَنَ القاضي ، وأحضِرَتْ فيها الشهود قبلَ أن يُؤتى بالمتهم ....
كانت كأفلام هوليود ، فيها كثيرٌ من الخدع المخفية ومليئة بإثارة مرئية تتوالى فيها الأحداث ويتساقط بها الممثلون، والبطل يبقى حتى النهاية ان كان أميركياً وإلا فإن عليه أن يُقْتَلْ ....وقُتِلَ بطل القضية بأسلوب فنيٍّ أيضاً ! اغتيال ٌ لكن ببعض تحسيناتٍ على أسلوب إعدام فيكون هذا جزاء صدام في نهاية تلك الأفلام .
أما الآن جاء وقت العرض ، كان المكان الأفضل السينما العربية والتوقيت هو العيد فدور العرض تكون ممتلئة .......وهكذا جاءت مفاجأة العيد ، إن لم تكن سارة فيكفي أنها قُدِمَتْ إلينا من بناة تمثال الحرية ولذلك علينا أن نقبلها ، وإن أخطؤوا علينا أن نسامحهم لأننا أصحاب قلوبٍ كبيرة اتسعت لملايين الإهانات أفلا تتسع لمثل هذه المفاجأة الصغيرة ؟؟ إهانة... مفاجأة ....صدمة... كلها كلمات انتقلت في أزقة الشوارع العربية المليئة بالمطبات والحفر ، اختلفت الردود وتباينت حدتها فمنهم من ثرثر كثيراً ومنهم من صرخ ، ومنهم من انتفض متظاهراً ، ومنهم من اعتصم رافعاً صور الرجل الراحل ، ومنهم من سكت قائلاً لنفسه ( ثرثرت ِ في حرب لبنان ، واعتصمت ِ لغزو أفغانستان ، وتظاهرت ِ لفلسطين والجولان ، وصرخت ِ لموت الشيشان ، فاسكت ِ الآن فقد كان ما كان وهان ما هان ...يا للمصيبة!) ، بالفعل أصبح الصمت أفضل ما نستطيع فعله منتظرين خنجراً آخر، وسواء أتى أن لم يأتي فسنبقى منتظرين إلى أن يأتي شخصٌ آخر مثل ذلك الراحل يسترجع لنا أحلامنا ويكون هو فارسها ......فارسٌ عاش حياته رئيساً ، لكنه أصر على أن يموت رجلاً فقط تاركاً وراؤه ساحات بابل وبغداد تعج بأرواح القتلى وتفيض بها الدماء على سكانها ، ويهرب منها طيورها آخذين معهم أسرار العاصمة الخضراء ....هكذا كانت أما الآن فهي حمراء مشتعلة بحربٍ عجيبة كان أطرافها رئيساً قد مات ورئيساً آخر قد انهزم ..... فبين من أصبحت هذه المعركة؟؟

February 3, 2007

وقتلنا الرئيس......شكراً سيدي


عندما تتحول الدماء التي هوجِم من أجلها إلى سلاح يُدافَعُ بها عنه

عندما تصبح الكرامة التي طالما اتُهم بهدرها غايةً يسعى لنيلها

عندما تتحول الأصوات التي تعالت ضده إلى هتافات ترفع اسمه

عندما تصبح النار التي أشعلت حوله رماداً يُدْْفَنُ أعداؤه بها

عندها لا بد من صفحات التاريخ أن تنتظر وعلى القلم أن يكتب في سطر جديد....... كيف تحول حبل الإعدام إلى طوق النجاة ، وكيف يغدو موت الإنسان حياة تتعالى على حياته

هي لحظات أو ربما بضع ساعات أصبح فيها العرش كرسي اتهام والقصر منصة إعدام ، فامتلأت السطور بعلامات الاستفهام

هل هذه النهاية لتلك البداية ؟ فالبداية لهذا الرئيس هي نفسها بداية أقرانه ! دماءٌ لشعبه وماءٌ لعدوه ، لأسياده جار ولأمته كالنار ، معهم يشرب القهوة فتؤخذ حقوقنا عنوة ، الاختلاف هو أنه كان قائد ، ليس القائد المثال لكن في زماننا يكفي أن يكون للرئيس كلمة وصوت حتى يكون قائد ، وهو تعلم نطق تلك الكلمة وعرف كيف يعلو ذلك الصوت ، كان حجراً من أحجار لعبة الشطرنج وكل الأحجار للاعب عالمي واحد يدرك أسرار اللعبة.
فجأة يصل الجندي إلى الملك ..... تضطرب اللعبة ويظهر كل ما في الجعبة ...... تقترب الجنود ويسهر الباقي على الحدود ، إذاً هي لعنة الملك لجندي كان قد هلِك .... لم يكن ذلك من وحيٌ من ملَك لكن الماء حياة السَمك ، لأجل تلك الحياة النقية عاد ذلك الرجل رئيساً وأصبح ذلك القائد مثال ووجد العرب أخيراً في هذا القرن حاكماً ينادون بحياته ويفتخرون بصوره حتى ولو كانت هذه الصور تزين يديه.
أعجبنا به لكن غيرنا لم يُعْجَبْ .. رؤسائنا ....أقصد رؤساء العار لم يرضيهم أن نحلم بغير كوابيسهم ، أرادوا القضاء عليه فوجدوا من يقوم بتلك المهمة بصورة أفضل منهم وبكثير من الصراخ وأطنان من الدماء تحولت الحدائق المعلقة إلى حلم في السماء ، وتحولت معها عاصمة الإسلام إلى خبر في الإعلام يقرؤه سيد الكلام ومخرج روايات السلام التي لا نراها إلا في الأفلام ....إنه سيدي أمريكي الأحلام!!13

January 27, 2007

الحكام...مجزرة بلا مقبرة





في ذلك الشارع المظلم .........هناك مقبرة لإحدى المجازر ......من فيها ليسوا ضحايا بل إنهم ماتوا ليتركوا الضحايا

تتساقط خلفهم ، قتلوا أنفسهم بخنجر اشتروه بعملة الجيوش ، أما تلك المدينة فباعوها ببضع قروش والنتيجة........أن تصبح العروش ليست للعدو بل غدت في كتب النفاق عنواناً للأخوة!!!!.
لم يبقى عليهم إلا أن يسجلوا أنفسهم في عداد الأموات العربية لكن هل توجد صفحات لنعي أناسٍ بلا أهمية ، وهل يحتاج كل منا إلى سطور تاريخية لتذكرنا بهوياتهم الأبدية ، وهل رقابنا قصيرة فلا نستطيع أن نرى من فوقنا لنلتقط له صورة ونضعها على جدران تلك القبور العرهودية ...لماذا نصر على أن من في القبور هم من أصول قريشية وجدهم من عائلة هاشمية وننسى جميعاً تلك النظرية بأن صراخ من في القبور لا يمكن أن يعلو على همسات من فوقها .............يا للمسرحية الهزلية!!!.
من تحت التراب لم يغادر زمن الفراعنة فتجده يجمع أمواله وذهبه ويصطحبها معه إلى قبره ليجلس وينتظر حلماً بحياة ثانية لن يفعل فيها أكثر مما فعل في الحياة الأولى ...أما نحن فمصابون بمرض العصور الوسطى وهناك في البعيد فهم يفضلون مرض روما.........هذه هي الأدوار ، لكن ها هو من جاء ليقسم أدوار المسرحية من جديد . جاء من عتمة التابوت وأصر على أن يعيش ولا يموت وبصرخة أم وحسرة أب جعل الشهادة ليومه قوت. ربما هو ليس كبيراً ليكون عاقلاً يجلس بعيداً ويشاهد ما يجري بحكمة....اعذروه فهو لا يملك إلا كتب الفطرة، لم يسمع يوماً عن دموع الفرح لكن يدرك جيداً أن دموع أباه ليست هي تلك الدموع ، لا يعلم أن الطفل لا يستطيع سماع صرخة أمه عندما تلده لكنه يذكر جيداً صرخة المدفع الذي ولد عليها ، لم يتعلم في المدرسة الكثير لكنه على الأقل يعلم أن الوقوف على القبور حرام ويتساءل هل الذين يسيرون على قبور أصحاب تلك المجزرة لم يتعلموا ذلك؟؟ هل قرؤوا في الكتب أن التظاهر ورفع الشعارات والأصوات بالمدح أو الشتم يعيد الأموات ويخرجهم من قبورهم ؟؟ هو ولأنه الأصغر يعرف الأجوبة ولذلك يفضل أن يبتعد عن تلك القبور ويحفر غيرها لأعدائه..
صدقوني إن لم نكف نحن أيضاً عن زيارة تلك القبور واستمرينا بتحميل الحجارة مصائبنا فإنها لن تنكسر ونحن لن ننتصر وسنرى أنفسنا في طبق الطعام يحملنا أولئك الأموات ويضعوننا على طاولة المفاوضات عندما يهمس أسياد العالم ويقولون : ماذا سنأكل اليوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟