March 2, 2007

لحظات وداع نسجتها الدموع



عندما كنت طفلاً ...كنت أرى الطيور وهي تهاجر وأتساءل إلى أين تهاجر هذه الطيور ؟؟ ولماذا أرى بريق حزن وحنين غامض يضيء أعينهم ؟؟ كنت أحسدهم وأتمنى أن أملك جناحين مثلهم لأحصل على الحرية والانطلاق وأستكشف العالم من غير قيود.
والآن هاهي لحظات الوداع تدق بابي فأفتح لها وأطير مبتعداً كما أردت...وعيون الأمس تراقبني والآتي ينادي ضياء المستقبل ، يقول لي : ( هل بينك وبين الحزن عشق؟) لكن يا ترى من منا يعشق الآخر ؟؟ أنا أم الحزن!1 هل أنا بالفعل أهوى الحزن وأعشق البكاء على الأطلال؟؟ أم أنني أعشق الحرية والوطن وأتجاهل المستقبل لأحاور أهداب الماضي!! لكن الغد يأتي مسرعاً ويرفع صوته قائلاً:
يا فارس غربته لا ترحل........ تعال هنا وترجل......... والبعد عنه لا تقبل
كنت أنظر إلى البحيرات المالحة التي تغطي وجنتي أمي وأقول في نفسي ( يا لهذه الدنيا فيها أشياء كثيرة تسقي غابات الحزن في داخلنا ، وتزرع الألم في أعماقنا ، وتتحول بمرور الوقت إلى أشباح متعطشة للفرح)
بدأت أمشي مبتعداً أتساءل ( هل للحلم أن يولد وسط نهار الصدمة ، ويسبح طوال الوقت لشواطئ الليل المتعفن !! هل نستطيع أن نرسم دوائر الفرح بدخان أحزاننا ! هل علينا أن نبحث في ظلمة الأيام عن فرحة تزيد قوتنا ، فرحة تجنبنا ألم الوقوع على رؤوسنا وتحلي مرارة الضعف ! هل للحلم أن يرحل ونراه منعكساً على مرآة واقع الوطن بأنهاره وجباله وبريق عيون من أحبوه بصدق.
لقد امتلأت حقيبة قلبي بكل تلك المشاعر في لحظات قليلة غيرت كل اتجاهاتي وأفكاري فرأيت الوطن فوق السحاب بصورة ورقة بيضاء مساحتها رقعة كبيرة تمتد من القلب إلى القلب تعودت أن أخط في طرف الورقة بعضاً من الخرابيش ، لكن حلمي الآن أن أجد لقلمي مكاناً لأضع نقاطا ًمن الحبر فوق هذا البياض.

No comments: